المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٧

إدريس هاني - الجدوى من الاستمرار كمجتمع (أو حين يهدد الهامش مستقبل المدينة) - «مبادرة تنشيط المجتمع المدني (10)»

صورة
الناظر في حالة المجتمع المغربي ومدى وفائه لمنظومة القيم الجماعية سيكتشف أن هناك حالة تفكّك قصوى تُـنذر بتحويل المجتمع إلى حالة استذْئاب مرعِبة (=الإنسان كذئب لأخيه الإنسان). ظاهرةٌ تستفحل وتضعنا أمام حالة تستدعي مقاربة علم نفس-اجتماعية. أُولَى تلك المظاهر هو ترنُّح الهويات، أو لنسميها الهويات الحائرة. لنقف عند المدينة المغربية التي افتَقدت الهوية الجيو-ثقافية للمدينة. المدينة التي كَـفَّت أن تكون مدينة بقيمها الآبية للتوحّش. المشكلة هنا أنّ القيم التي هيمنت خلال العقود الأخيرة ليست قيما مدينية ولا قيما بدوية، ذلك لأنّ الهجرة التي ظلت مسارا متّصلا في المغرب كانت في البداية تنتهي بانصهار واندماج بَـــنّاء، فالقيم المدينية كانت تحتوي الوافد الجديد بينما يساهم الوافد الجديد في تعزيز قيم البداوة من الوفاء والمروءة بما يـرفد القيم المدينية ويحرسها من الانفلات. هنا تكون الحضارة بتعبير ابن خلدون غاية البداوة. ففي الأصل كانت البداوة ثم الحضارة. هي غايةٌ عادةً ما تـخــرَب بمقدار ما تنهار فيها القيم. اليوم نجد أنفسها أمام قيم الهامش. وهي قيمٌ لا تمتّ بصلة لقيم البادية ولا لقيم الم

فؤاد بلحسن - هي ذي «وانغاري ماثاي»! نجمة في سماء النشاط المدني «مبادرة تنشيط المجتمع المدني (9)»

صورة
تعرفت على وانغاري ماثاي ( Wangeri Maathai ) وعلى أفكارها وأنا أطالع مؤلفها البديع «أفريقيا والتحدي» . وأمام اندهاشي من التجربة الحياتية الم ذ هلة له ذ ه السيدة، قررت أن أعَرٍّف بها هنا بإيجاز في إطار «مبادرة السلوك المدني». ففي حياة الآخرين الكثير من الدروس لنا جميعا، كمهتمين بالنهوض بواقعنا المعيشي والثقافي. إنها حياة ناشطة مدنية من العيار الثقيل. بدأت السيدة ماثاي حياتها كقروية من كينيا (ولدت سنة 1940 بـ «نييري») وتوَّجها بالحصول على جائزة نوبل للسلام (سنة 2004). ماذا قدمت هذه السيدة لتستحق هذا الاحتفاء. انطلق ارتباط ماثاي بالمجتمع المدني الكيني في مطلع السبعينيات من القرن الماضي. ومن خلال اتصالها بالنساء القرويات، بدأَت في البحث عن الروابط بين الفقر والتدهور البيئي وفقدان الثقافة، إلى أن وصلت إلى أهمية الثقافة الوطنية والمحلية في تحريك عجلة التنمية المستدامة. حيث تقول: «اعتقدت أن كل ما هو مطلوب لتشجيع الناس على المحافظة على النظام البيئي واستعادة الأمن الغذائي هو تعليمهم كيفية زرع الأشجار وإيجاد روابط بين بيئتهم المتدهورة والصعوبات التي تواجههم. ومع ذلك، فبمرور الس