نادي البحث في المدينة – الخميسات

«تعريف: المعاق هو المتخصص في تبرير الفشل وتكريس اليأس!» ف. ب. المبادرة - نعم المبادرة - هي ما نفتقده، لا الأيدي والسواعد! سأستعرض مجموعة من المقترحات العملية فيما سيأتي، لكن بعد أن أفتح قوسَ نقاشٍ في قلب الاشكال: ما العمل؟

        كثيرا ما وُصفت مدينة الخميسات بأنها مدينة "المهمشين" و "المقصيين"، وهذا الوصف نابع من خيبة الفشل التنموي الذريع الذي مس بناها المجتمعية والاقتصادية. وهي الأزمة التي أرخت بظلالها على النسيج المجتمعي والسياسي، إذ أضحت أغلب الهيئات المدنية تعيش أعطابا بنيوية؛ وهو ما شل حركيتها وديناميتها في الميدان، و حضورها الواعي والنبيه لرصد الاختلالات والأعطاب التي تعيق فعالية المدينة.

لا نختار العيش أو الارتباط بالمدينة. بل نجد أنفسنا مرغَـمين على العيش فيها، أو، في الحد الأدنى، التردد عليها بين الفينة والأخرى. وحتى أولئك ال ذين تُـراودهم الرغبة في الانتقال إلى العيش في القرية، فإنهم يفكرون في ذلك من داخل ثقافتهم الحضرية؛ ولهذا فهم يحملون كل ما تجود به عليهم المدينة من وسائل وسلع إلى القرى التي اختاروا الإقامة بها. أنوار المدينة، فضاءاتُها، نشاطها، فكرها، ثقافتها، منتجاتها، انفتاحها، عَصريتها، وشبكاتها الاجتماعية، تشكل في معظمها مشاهد عرضٍ ساحر ومثير. هكذا تصير المدينة بمثابة شِراك ممتد بين الذكرى والفرصة والحلم.

الخزانة البلدية للكتب عبارة عن مرفق ثقافي تابع لبلدية الخميسات. توجد الخزانة، في موقعها الجديد، قُـبالة ثانوية موسى بن نصير منذ سنة 2006 (أنظر الصورة). كان مقرها القديم يوجد أسفل المعهد الموسيقي قبالة مقر البلدية. وهي تتضمن آلاف الكتب (حوالي 13000 وفقا لآخر التقديرات). يسهر على تدبيرها حوالي 4 مستخدمين [مدير [1] ، موظفان جماعيان [2] ، حارسان [3] ]. وتغطي المؤلفات التي بحوزتها تخصصات علمية متعددة: تاريخ، ثقافة عامة، أخلاق ودين، علوم حقة، علوم اجتماعية وفلسفة، قانون واقتصاد وسياسة وتدبير، تعمير، أدب، تنمية بشرية، قصص، موسوعات، مؤلفات مساعِدة على اجتياز الامتحانات المدرسية والمهنية، كتب تعلم المهارات كالرسم وغيرها. كما تقدم خدمات أخرى عديدة: قاعة للمطالعة، طاولات للنقاش الجماعي، إعارة الكتب، فضاء للطفل، فضاء أخضر، فضاء يصلح لتنظيم اللقاءات الفكرية والأوراش،... ويمكن توزيع أعدادها حسب تصنيفات المكتبة على الشكل التالي: لغات: 356 كتابا، الأدب: 2632، المعارف العامة: 147، الفكر والثقافة الإسلاميين: 623، الفنون الجميلة: 59، الفلسفة: 459، التاريخ والجغرافيا: 1015،

أو ما العمل؟ قبل سنة ونيف، طرحت، بعد استشارة مجموعة من الأصدقاء المنشغلين بتطوير المدينة، مشروعا كتابــيا ذي علاقة بثقافة وأداء المجتمع المدني على بعض مسؤولي المواقع الإلكترونية المحلية وذلك بهدف العمل سوية على خلق نقاش هادئ في المهام المنتظرة اليوم من المجتمع المدني. وحينما باءت المحاولة الأولى بالفشل؛ لأسباب عدة، أهمها انكباب أغلب المواقع الإخبارية المحلية في تغطية الأخبار السياسية والرياضية أكثر من غيرها؛ دخل هذا المشروع/الفكرة مرحلة كمون نسبي. حينها قمت بخطوة إلى الوراء، فكانت فرصة لتعميق البحث أكثر في الموضوع. والآن، ربما حان الوقت لنقول ما نعتقد أنه ضروري في هذه اللحظة. لأن مناقشة رهانات وآفات وإمكانات المجتمع المدني المحلي باتت أكثر إلحاحية واستعجالية.