بطاقة تعريفية لمدينة الخميسات (مونوغرافية)




 

(صورة: موسى أقبلي )

 

 

تقديم:

تعد مدينة الخميسات مدينة حديثة النشأة. حجمها متوسط. بدأ تعميرها الحديث على يد الإدارة الاستعمارية، حيث شَيدت فيها ثكنتها العسكرية وإدارتها وملحقات هذه الإدارة[1] على أرض كانت لفخذة «الكَرَاتْـلَــه». ولأنها شكلت في البدء مركزا للقيادة العسكرية الفرنسية، فإنها كانت تسمى، وهي قرية ناشئة، بـ «القَشْلَـه»[2]. ثم بعدها جرى نصب خيمات وأخبية ثم النْوَايْلْ والبيوت الخشبية القصديرية، ثم بناء دُور مدَنية، خاصة عقِب إنشاء الطريق الوطنية الرباط-مكناس. وفي السبعينيات، تم تحويلها إلى عاصمة لمركز إقليم الخميسات. وقد تعاقب على تدبير شؤون المدينة 9 مجالس مسيرة. آخرها، المجلس المسير المشكَّل على أثر نتائج الانتخابات المحلية لـ 4 سبتمبر 2015.

موجز لتاريخ المدينة[3]:
قبل سنة 1911، لم تكن الخميسات إلا اسما لموقعها الحالي، حيث كان سلاطين المغرب ينزلون بها أثناء رحلاتهم التفقدية للبلاد في طريقهم من مكناس إلى الرباط أو من الرباط إلى مكناس. فقد كانت عبارة عن مرحلة مخزنية، لِـما تتوفر عليه من مياه للشرب في «عين الخميس» الشهيرة بمائها العذب، وبالقرب منها «عين سيدي عرجون» التي كان المولى السلطان الحسن الأول يفضل الشرب من مائها الزلال.
وقد كان موقع الخميسات في غالبه يتكون من مستنقعات (ضايات). ويمكن ذكر من بينها: «ضاية دجاج الماء» («حي السلام» حاليا)، «ضاية آيت الكباش» («زنقة الشُّومور» حاليا)، «ضاية الطْريقْ» (ساحة المسيرة حاليا)، الضاية التي بجانبها القيسارية القديمة (قرب القيسارية القديمة بـ «حومة القايد/حي التقدم»)، «ضاية آيت حدو» (مقر العمالة حاليا)، «ضاية سوق الثلاثْ» (جزء من «حي لِـيراك» حاليا)، «ضاية البَـݣْــرَه» (وراء ملعب 6 نوفبر لكرة القدم حاليا)، «ضاية وْلاد عباسْ» (مقر بناية البلدية حاليا).
وهكذا، تكَوَّن على أرض هذه المستنقعات الثمانية موقع الخميسات بعد تجفيف أغلبها من قبل الإدارة الاستعمارية.
وبعد بناء الإدارة الفرنسية ودُور موظفيها، سُمح للأجانب فقط بالبناء لأغراض تجارية. وأول مسكن (بناء مدني) جرى بناؤه كان للفرنسي «بطاين» بالموقع الذي يوجد به اليوم مقر المنطقة الأمنية للشرطة ومحطة البنزين القريبة منها. ثم سُمح بالبناء للمغاربة لأغراض تجارية في البدء، ثم لأغراض مدنية فيما بعد. وكان أول مسكن بناه مغربي يعود للسيد عمر بن الأمين السلاوي بشارع محمد الخامس. ثم سمح للسيد احميمو الدكالي ببناء دار لسكناه بحديقته، فكانت أول دار بُـنِـيت وسط حديقة. ففي السابق، وإلى حدود سنة 1919، لم تكن سكنى قبائل زمور إلا الخيام المنسوجة من الصوف والشَّعر في غالبيتها. فحتى القُياد كانوا يسكنونها.
وبعد أن وَرَد على الخميسات السيد عبد الرحمان الكرارصي، الذي كان أول من اقتنى عربةً (كْــرُّوصَه) وحـمَل الأحجار عليها قبل أن يشرع في استخراجها من مقطع بعين الخميس وبيعها، ثم ورَد بن همو الذي كان يحرق الجِـير بغابة «سْليمان» من آيت أوريبل ويبيعه. وورد أيضا السيد المراكشي الذي شرع في صنع الآجُر على الطريقة التقليدية بآيت حمادي من آيت أوريبل بوادي «فلكة». وبعد أن ورد هؤلاء، ومعهم آخرون طبعا، تكونت النواة الانتاجية الأولى التي زودت الناس بمواد البناء. بينما كان بنو يارغة يأتون بالأخشاب التي تخصص لتسقيف البيوت من غابة «امْرِيرْتْ».
وبعد ذلك، ظهرت بعض المرافق العامة؛ كالإنارة، الحمامات، الكتاتيب القرآنية، المساجد، المدارس العصرية، الأفران، السقاية (جلب الماء)، التطبيب، البيطرة، الأشغال العامة، النظافة، النقل العصري، البريد، المطاحن، المقاهي،...
وقد نهض المساجين حينها، في ظروف لاإنسانية جد صعبة - وكثيرا ما كانوا ممن قاوموا الاستعمار بالعمل المسلح أو بالموقف السياسي[4]- بالكثير من مهام بناء وتدبير هذه المرافق (خاصة: شق الطرق، حفر أودية الماء الحار، بناء المؤسسات الحكومية، كنس الأزقة والشوارع، حمل الأزبال).
وفيما يخص النقل، على سبيل المثال، ظهرت الدراجة الهوائية والدراجة النارية والسيارة والشاحنة والحافلة عند نهاية الحرب العالمية الأولى، بعدما كان النقل يعتمل على الدواب من حمير وبغال وخيل وجمال. وكانت أول شركة تأسست لنقل الناس بين مكناس والخميسات ومنها إلى سلا والرباط هي شركة «سكار»، وكانت محطتها بجوار المقر القديم للبريد في شارع محمد الخامس.
وبعدما كان نقل الرسائل يجري عن طريق الرقاص، صار يتم نقله عن طريق مصلحة البريد. وبعدها، وفَّـرت هذه المصلحة خدمة نقل الحوالات المالية، ثم الهاتف.
وقبل نهاية حرب الريف، شُـيدت أول مدرسة عصرية لأبناء المغاربة الأعيان بالمدينة، ثم، عندما ثبَّتت السلطات الاستعمارية أقدامها، خصصتها لأولاد الأوروبيين من القاطنين بالخميسات. ونُـقل أبناء الأعيان إلى إسطبل فـُحُول الحمير! حيث خصَّصت لهم جناحا يدرسون به. وعندما كانت تنهق الحمير، يسكتون!
وقد قابل الزموريون القاطنين بالمنطقة هذا التعليم بكثير من الحذر والخوف على أبنائهم من الخروج بهم عن التربية الاسلامية. ولهذا، رفضوا هذا التعليم، خاصة بعدما ظهرت نواياه الحقيقية. الأمر الذي اضطرت معه السلطات الاستعمارية إلى تجريب مجموعة من تدابير الترغيب والترهيب. وبعد انتهاء حرب الريف، شُرع في بناء المدرسة الابتدائية «المدرسة الفرنسية الفلاحية[5]» (ثانوية موسى بن نصير حاليا). حيث كرست هذه المدرسة التوجهات التعليمية الاستعمارية السابقة من خلال برامجها التلقينية؛ والمتمثلة أساسا في: غياب دروس التربية الاسلامية، منع اللغة العربية، فصل الأمازيغ عن العرب، إلزام التلاميذ التكلم بالفرنسية والأمازيغية فقط داخل المدرسة، الاقتصار على دراسة الفترات المظلمة من تاريخ المغرب،...
ومنذ دخول الاستعمار الفرنسي، بدأ العمل المقاوم. حيث شهدت أطراف المدينة العديد من المعارك. وفي أواسط، بدا العمل السياسي المنظم في إطار الحركة الوطنية. وقد قدَّمت الحركة المناهضة للاستعمار، السلمية والمسلحة، العديد من الشهداء والمعتقلين، وبرز معها العديد من القيادات المحلية.

جغرافية ومناخ المدينة:

تقع على الطريق الوطنية رقم 6 بين الرباط ووجدة. يمر عبرها الطريق السيار الرابط بين الرباط وفاس. وتبعد عن العاصمة الرباط بـ 78 كلم، وتوجد على مساقة 57 كلم من مكناس.
باتت المدينة عاصمة لإقليم الخميسات منذ سنة 1973. تبلغ مساحتها 1200 هكتار. تحدها شمالا الجماعة القروية «سيدي علال المصدر»، وجنوبا جماعة «مجمع الطلبة»، وشرقا جماعة «سيدي الغندور»  وغربا الجماعة القروية «لآيت أوريبل».
تموقعها على هضبة وبعدها النسبي عن البحر (بـ 80 كلم)، جعلاها تتميز بمناخ قاري، ممطر وبارد في الشتاء، جاف وحار في الصيف[6].
كما أن موقعها الجغرافي على خريطة البلاد جعلها تتفاعل مع محيطها داخل منطقة جغرافية واسعة (غرب ووسط المغرب) تضم العديد من الحواضر الكبرى والعواصم الجهوية - إن لم نقل أهمها على الاطلاق – وهي الرباط (على بعد 86 كلم)، سلا (80 كلم)، القنيطرة (80 كلم) ومكناس (55 كلم)، الدار البيضاء (176 كلم) وفاس (120 كلم). والملاحظ أن المدينة تتموقع في نقطة تتوسط جغرافية هذه المدن.
صورة 1: موقعها وسط الحواضر الكبرى

وباعتبارها عاصمة لإقليم واسع المساحة، فإنها تتفاعل بصورة كبيرة مع محيط إقليمي مرتبط معها إداريا وسوسيو-اقتصاديا يضم حوالي 410679 نسمة (بدون احتساب الخميسات المدينة)[7].


ديمغرافية المدينة:
تشكلت ساكنة مدينة الخميسات من مجموعة الوافدين على مركزها الذي أُسِّس حديثا على يد السلطات الاستعمارية؛ حيث توافد عليها وأقام بها سكان قبائل زمور المجاورة (ومنها: قبيلة آيت أوريـبل، قبليين، مصغرة، آيت سيبرن، حوذران، آيت يدين، وآخرون). وهم يشكلون أغلب ساكنتها. كما قصدها، من خارج محيطها القبلي، سكان مدن وقبائل أخرى. منها: سلا، الرباط، مكناس، الريف، الصحراء، دكالة، سوس، الشاوية، إلخ. ولقد كانت التجارة والبحث عن العمل سببين رئيسيين لتوافد هؤلاء من خارج منطقة زمور.
وهكذا، اختلطت أعراقها وأنسابها، فتحققت بذلك نبوءة «أحد المجاذيب المشهورين من قبيلة آيت يدين، وهو مولاي إدريس الروكَي، الذي كان يقف بموقع الخميسات ويغرس حِربَـته في الأرض ثم ينادي بأعلى صوته: "الخميسات! يا أم الدرادر! سيجتمع فيك العرب والبرابر"، مع أنه في ذلك الوقت لم يكن يقطن بها أحدٌ ولو كوخا واحدا[8]».
وبفعل التطور التدريجي لحجم سكانها، اتسعت الخميسات إلى أن صارت مدينة متوسطة. فالآن، يبلغ عدد سكانها، بحسب نتائج الإحصاء العام الأخير لسنة 2014، 131542 نسمة (131474 مغربي و 68 أجنبي). ويصل عدد الأُسر فيها 32066 أسرة[9].
وقد تطور عدد سكانها على الشكل التالي: 13695 (سنة 1960)، 21811 (سنة 1971)، 58925 (سنة 1982)، 88839 (سنة 1994)[10]، ثم 131542 (سنة 2014). أي أنه تضاعف بحوالي 10 مرات في نصف قرن تقريبا.

الأحداث التاريخية الكبرى[11]:
أبريل 1911: وصول أول تجريدة عسكرية فرنسية لموقع المدينة؛ حيث استوطنت بِـرَبْوة «عِين الخميس» وجعلتها مركزا حربيا (ثكنة الخميسات أو «القشله» كما كانت تسمى). وفي نفس هذا التاريخ، انطلقت أولى المعارك العسكرية مع المستعمر. بدأت على الحدود مع القنيطرة واستمرت في عمق منطقة الخميسات ومحيطها القريب.
16 ماي 1930: زيارة الملك محمد الخامس وإلقائه خطبة بالمدينة في منصة حي السلام. حضر فيها جميع الوزراء والزعماء وأعضاء جيش التحرير وقدماء المقاومة، وفيها أعلَن إلغاء ظهير 16 ماي 1930، المعروف بـ «الظهير البربري».
شتنبر 1936: افتتاح المدرسة الحرة. وقد اختير السيد محمد العبودي ابن العبودي مديرا لها. وبالنظر للصدى الذي خلَّفه إنشاء هذه المدرسة - التي أريد لها أن تكون نواة للتربية الوطنية في مقابل التربية اللاَّوطنية التي عملت على تكريسها المدرسة الفلاحية الفرنسية (ثانوية موسى بن نصير حاليا)- فقد زارها، خِفية، السلطان محمد الخامس وقدم لها دعمه المادي والمعنوي وطلب من القائمين عليها عدم إذاعة الخبر لدواع أمنية ثم انصرف بسرعة. وقيل أنه دخل المدرسة وهو يحمل اسفنجات في يده وزعها على التلاميذ. وكان مرفوقا بشخص ثان.
22 أكتوبر 1937: انتفاضة أكتوبر 1937 الشهيرة ضد المستعمر. حيث شهد هذا التاريخ إطلاق انتفاضة للوطنيين في مدينة الخميسات والنواحي مُآزرين بالمتعاطفين معهم، ضد السلطات الاستعمارية. وقد ورد ذكر هذا الحدث وأهميته في خطاب للرئيس التونسي بورقيبة بعد حوالي 4 عقود، وتحديدا في يونيو سنة 1974 خلال حفل تأبين الزعيم علال الفاسي. وفيها أصيب كثيرون بجروح من الطرفين؛ حيث استُعملت الطائرات والبنادق وبنادق الصيد، والسلاح الأبيض، والهراوات وغيرها. كما اعتُقل العشرات من الوطنيين بقصد الاستنطاق (حوالي 70 شخصا)، وحُوكِــم بعضهم بأحكام متفاوتة (بين 10 أيام وسنة كاملة). كما هُجر بعضهم إلى خارج الخميسات. وقد اضطر المقيم العام الفرنسي، نوݣيس، إلى زيارة مكان الحدث بنفسه ليقف على الأوضاع ويجري تقييما لها. ورافقه طاقم كبير من إدارته[12].
أكتوبر 1956: احتفال تكريمي حاشد للزعيم علال الفاسي بُـعَـيد الاستقلال، حيث نظمه بعض قدماء الوطنيين من مدينة الخميسات وحضره ما قُدر بـ 100 ألف شخص. حيث وقف الناس والخيالة على جنبات الطريق من خميس آيت يادين إلى الخميسات. وقد نقَـلت إذاعة طنجة الخُـطب التي ألقيت بالمناسبة؛ ومنها خطبة الزعيم علال الفاسي وكلمة الترحيب التي ألقاها الوطني الكبير ابن مدينة الخميسات سي أحمد بوبية[13].
13 غشت 1973: جعْل المدينة عاصمة لإقليم الخميسات.
23 و 24 فبراير 2011: احتجاجات سياسية-اجتماعية تفاعلا مع دعوة حركة 20 فبراير للاحتجاج ضد الفساد والاستبداد، سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف متبادل بين الشباب وقوى الأمن. ومع الوقت، تبلورت هذه الاحتجاجات في شكل «تنسيقية محلية لحركة 20 فبراير». استمرت في التظاهر بشكل أسبوعي خلال سنة ونصف تقريبا. وبعد ذلك، ضعفت قوتها تدريجيا إلى أن انتهت.
البنية التحتية والنسق المؤسساتي:
تتوفر المدينة على حي صناعي صغير من حيث الحجم ومتواضع من حيث الأنشطة؛ فهو يضم بضعة مقاولات صغيرة ومتوسطة (صناعة الملابس، نجارة، زجاج، وغيرها) ومخازن لبعض الشركات (مشروبات غازية، زليج،...). وقد حدد مشروع تصميم التهيئة الجديد (2016) منطقة صناعية جديدة يمكن أن تشكل رافعة تنموية في المستقبل إذا ما توفرت شروط تطويرها وتنشيطها.
بينما تتوفر المدينة على شبكة مواصلات مهمة ومتنوعة (طريق سيار: من وإلى الرباط وسلا ومكناس وفاس والقنيطرة وطنجة. وطريق وطنية (الطريق الوطنية رقم 6) التي تربط الرباط بمكناس عبر الخميسات، وطرق ثانوية عديدة (في اتجاه القنيطرة، في اتجاه سيدي سليمان، في اتجاه والماس، وفي اتجاه القرى المنتمية للإقليم).
وبخصوص المؤسسات، تتوفر المدينة على تشكيلة مؤسساتية واسعة ومتعددة. ومنها:

المرافق الإدارية[14]:

البلدية، المديريات الجهوية والإقليمية (المندوبيات) [الداخلية (العمالة)، التعليم، الأوقاف، الصحة، التجهيز، الشبيبة والرياضة، التشغيل، التجارة والصناعة، الإسكان،...]، مقر الأمن الإقليمي، القباضة، الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الخزينة الإقليمية، إدارة الضرائب، إدارة الأملاك المخزنية، إلخ.

المرافق الاجتماعية والثقافية:

مساجد[15]، ثانويات (علوم، آداب، اقتصاد، علوم شرعية)[16]، المعهد العالي للتكنلوجيا التطبيقية، نادي نسوي للتكوين، مركز للتكوين المهني، خزانة بلدية للكتب، دار الشباب 20 غشت، دار الشباب زرقطوني، مركب الأطلس الثقافي، دار المواطن، مركز خدمات الشباب، المعهد الموسيقي، مستشفيات ومراكز صحية وعيادات[17]، صيدليات[18]، البريد، محكمة ابتدائية، إلخ.

المؤسسات العمومية:

الوكالة الحضرية، وكالة إنعاش التشغيل، تعاضديات، التعاون الوطني، غرفة الصناعة والتجارة، غرفة الصناعة التقليدية، العمران، المحافظة العقارية، إلخ.

مرافق عمومية أخرى:

ثكنة للقوات المساعدة، إدارة التسجيل والتنبر، دار للطالب ودار للطالبة، المكتب الوطني للماء والكهرباء[19]، دار الزربية[20]، مسلخ اللحوم، سوق أسبوعي (الثلاثاء)، سوق الجملة للخضر، ملاعب لكرة القدم، قاعة رياضية متعددة التخصصات، قاعة رياضية مغطاة، منتزه، غابة حضرية، محطة طرقية (للحافلات وسيارات الأجرة)، محطة للطريق السيار، مركز للفحص التقني للسيارات، إلخ.

المؤسسات الخاصة:

وكالات بنكية، وكالات شركات الاتصالات، وكالات التأمين، مدارس خاصة، محلات تجارية كبرى وصغيرة، مقاهي، قاعات للحفلات، مقاولات حرفية،...

المؤهلات البشرية والسوسيو-اقتصادية:

تتوفر المدينة على العديد من المؤهلات التي من شأنها أن تشكل رافعة حقيقية لتنميتها وتنمية محيطها القريب. ولعل أهم مورد تتوفر عليه، هو المورد البشري. فالمدينة تضم العديد من الخريجين في جميع التخصصات (آداب، اقتصاد، قانون، علوم، تكنلوجيا، معلوميات، ميكانيك،...).
وإذا كانت المدينة لا تتوفر على مؤهلات اقتصادية كبيرة، فإنها تتوفر على مقومات نهوض عديدة، وذلك بالنظر إلى تطورها العمراني المستمر والارتفاع التدريجي في عدد سكانها الـذَيْن من شأنهما توفير طلبات متزايدة على السلع والخدمات. كما أن قربها من الحواضر المغربية الكبرى (سلا، مكناس، فاس، القنيطرة، وطنجة، بالإضافة إلى العاصمتين الاقتصادية والإدارية الدار البيضاء والرباط)، يوفر لها مددا لوجستيكيا مهما وسوقا كبيرة لتصريف المنتجات في نفس الوقت. كما أنها تتوفر على شبكة مواصلات جد مهمة، تربطها بكل هذه الحواضر وغيرها من المدن المتوسطة والصغيرة (سيدي سليمان، سيدي قاسم، تيفلت، والماس، الرماني،...) وكذا القرى المحيطة.
وبالنظر إلى توفرها على معظم الإدارات الترابية للدولة، بالإضافة إلى البلدية والمرافق العمومية الأخرى والمؤسسات الخاصة، فإن فُرص الحصول على المعلومة والاستشارة والدعم والخدمات الإدارية متوفرة بصورة كبيرة لفائدة المستثمرين الجدد المحتملين ولفائدة الراغبين في تطوير مشاريعهم الخاصة.

سياحة:

في الواقع، لا تتوفر المدينة على مواقع سياحية كثيرة أو ذات أهمية وطنية، فهي تفتقر لمدينة عتيقة على غرار العواصم السلطانية التاريخية وغيرها من المدن التاريخية المغربية. والأمر راجع بدرجة أساسية إلى تاريخها القصير. بينما تتوفر على بعض المعالم التاريخية التي تستحق الذكر والزيارة والدراسة. وهذه المعالم إما تتوفر داخلها أو في محيطها الإقليمي القريب.
ومن حيث التجهيزات الفندقية، تتوفر الخميسات ومحيطها الإقليمي على 5 وحدات مصنفة، بطاقةٍ استيعابية تقدر بـ : 287 سريرا و172 غرفة، وعلى 9 وحدات غير مصنفة بطاقة استيعابية تقدر بـ: 121 سريرا و84 غرفة[21].

المعالم التاريخية:

ومن بين هذه المعالم التاريخية، نذكر:
ثانوية موسى بن نصير: شُيدت سنة 1926. هي ثاني وأهم مدرسة عصرية تم بناؤها في المدينة إبان الفترة الاستعمارية أواخر العشرينيات. قدَّمت العديد من الخريجين الذين تقلد بعضهم مناصب عليا في الإدارات المدنية والعسكرية. وقد كانت هذه المدرسة تمثل رهانا استعماريا بامتياز؛ إذ سعت من خلالها الإقامة الفرنسية إلى خلق جيل موال للاستعمار وبعيدٍ عن الثقافة الوطنية. وقد شهدت هذه المدرسة، عبر تاريخها الطويل، العديد من التظاهرات الثقافية والنقابية بقيادة الحركة التلاميذية.
المسجد العتيق أو مسجد الخميسات: شُيد سنة 1932. وهو أول مسجد أقيمت به صلاة الجمعة[22]. تأسس في الثلاثينيات بمساهمات سكان الخميسات وبعض وجهاء زمور (وقِــيل أن الذي تكفل بجمع المساهمات هو بَّا المذكوري أوعمو)، ثم ساهمت بعد ذلك في تشييده أوقاف سلا بأمر من السلطان محمد الخامس. وقد وقعت فيه زيادة سنة 1943 من طرف تجار الخميسات. ومنه انطلقت انتفاضة الخميسات الشهيرة لسنة 1937. ومؤخرا، أجرت وزارة الأوقاف تجديدا مهما لبنائه، وانتهت هذه الأشغال سنة 2015.
 كنيسة القديسة طيريزى (شيدت سنة 1927): وقد أريد من هذه الكنيسة أن تكون منطلقا لتـنْصير قبائل زمور؛ حيث كانت تبعث برجال الدين إلى الأسواق الأسبوعية – ومنها سوق الثلاثاء – ليشرفوا على تنظيم حلقات تبشير تُخصص لانتقاد الاسلام واستقطاب الناس للكنيسة. بل أكثر من هذا، أريد لهذه الكنيسة أن تصير مقرا لإقامة مهرجان سنوي يجمع الكنائس الكاثوليكية بشمال إفريقيا. صارت اليوم مركـبا ثقافيا، مع احتفاظها بمعالمها الرئيسية.
دار أم السلطان: تقع دار أم السلطان على شبه ربوة في الضفة الشمالية لوادي «دكُّور» الذي ينحدر من الخميسات، وبالضبط على مصبه بوادي بهت. ودار أم السلطان هذه، شيدتها لالة مسعودة أم السلطان المنصور الذهبي – التي كانت معروفة ببناء المشاريع الخيرية العمرانية؛ وذلك لتكون موْئلا وملجأً للمسافرين من أمراء وتجار لأخذ قسطا من الراحة. مساحتها حوالي 300 مترا مربعا. يتصدر هذه القاعة بهو مستطيل على عرض القاعة كان مُسَقَّـفا بالحجَـر الصلب والآجُـر والجيـر على شكل قوس كما هو الشأن في سقوف الحمامات بحيث لم يستعمل فيه الخشب قط. أما عرض الجدران فهو نحو 90 سنتمترا[23].

المواقع الطبيعية:

تحيط بالمدينة، وعلى مقربة منها، العديد من المواقع الطبيعية الهامة. نذكر منها:
ضاية رومي: ضاية طبيعية تمتد على مساحة تعادل 85 هكتارا وذات عمق يتراوح بين 4 و 18 مترا. طولها 2 كلم وعرضها بين 400 م و600 م. تبعد عن الخميسات بـ 15 كلم في اتجاه المركز الحضري الرماني. وهي تنضوي إداريا تحت النفوذ الإداري لإقليم الخميسات، وتشكل نقطة تداخل ثلاث جماعات قروية: «آيت أوريبل» (قيادة الخميسات)، «خْميسْ سيدي يحيى» (قيادة تيفلت) و«حودْرّان» (قيادة والماس). يقدر معدل التساقطات السنوي فيها بـ 500 ملم سنويا، حيث تتوزع الأيام الممطرة بشكل عام على 70 يوما ماطرا في السنة (أساسا بين شهر دجنبر ومارس). طقسها دافئ طول الوقت، حيث تسجِّل حرارتها مقايـيس تتراوح بين °C5 و°C37 درجة وبمعدل يقـدر بـ °C18 درجة. ويعد يناير الشهر الأكثر برودة، بينما يعد غشت الشهر الأكثر سخونة. وجيولوجيا، تتكون المنطقة من غطاء صخري من التريـاس والرباعي. وتنهل الضاية من مياه وادي «أسيغوا» وروافده. ويلتحق فائض الحمولة بوادي «سيدي رحو» على مستوى مركز «حودران»، حيث ينضاف إلى وادي «تـانـوبْـرتْ»[24].
وتمثل ضاية رومي أهم ضاية في الإقليم بالنظر إلى شساعتها وعمقها وتنوع المعطيات الطبيعية المائية من جهة، و التركيبة الجغرافية لضفافها من جهة ثانية، ولوجود تلك الرؤية العَـرْضِية الباهرة لكامل الضاية من جهة ثالثة.
لهذا، صارت الضاية مقصدا للعديد من السياح المغاربة والأجانب، سواء لممارسة أنشطة رياضية أو للاسترخاء أو التجوال أو التصوير أو صيد السمك أو التخييم. وكذلك، صارت مقصدا للعديد من رجالات الدولة والشخصيات العامة بهدف الاسترخاء. وفي الآونة الأخيرة، شكلت هذه الضاية مكانا لتنظيم مجموعة من الملتقيات الحزبية والثقافية والرياضية. وتـتوفر في عين المكان مجموعة من الخدمات: فندقة، مقاهي، نقل، إلخ.
سد الݣنزرة: أنشِأ سنة 1935. يوجد هذا السد على وادي بهت، بقبيلة «مْصَغْــرَه». استغرق بناؤه نحو أربع سنوات. وهو يحتوي في جنباته على أماكن خلابة. ويعطي نظرة عرضية رائعة من أعلاه. يصلح لإقامة مجموعة من الأنشطة: صيد السمك، التجوال مشيا، الاستجمام، التخييم،...

صورة 2: سد الكَنزرة - صورة من القمر الصناعي


واد بهت: تبلغ مساحة وادي بھت حوالي 9000 كلم2. وھو یستقبل نھر «الردوم» قبل أن یـنضم إلى وادي سبو على ھضبة الغرب. تضم ضفافه العديد من المغارات التي شكلت على مر العصور ملجأ لفرار المسلحين وقطاع الطرق من السلطة المركزية أو مكانا لاحتضان المناوئين لها والمناهضين للسلطات الاستعمارية الفرنسية. تُنظم على ضفافه العديد من الأنشطة: الصيد، التصوير، التجوال، الاستجمام،...
غابة المعمورة: تقع غابة المعمورة على طول المحيط الأطلسي غربا على حوالي 30 كيلومترا بين الرباط والقنيطرة على مسافة 3 كلم من الشريط الساحلي وتمتد شرقا إلى 70 كلم في اتجاه الأراضي الداخلية حيث تصل إلى ارتفاع أقصى يقدر بـ 280 متر. تمتد على مساحة إجمالية تقدر بـ 131738 هكتار. وهي معروفة بأشجار البلوط الفليني والأغراس الاصطناعية (الأوكاليݕتوس، الطلح، الصنوبر). وتشكل خزانا مهما للأكسجين بالنسبة لمليوني شخص. كما أنها تتوفر على احتياطيات من المياه الجوفية بالغة الأهمية[25]. تُـوفر الغابة فضاء لتنظيم العديد من الأنشطة، وعلى رأسها الأنشطة التربوية والبيئية والاستجمام.

إعداد: فؤاد بلحسن
belahcenfouad@gmail.com
 


المراجع:

-      مذكرات سي أحمد بوبية «قبائل زمور والحركة الوطنية»، منشورات كلية الآداب والعلوم الانسانية، سلسلة بحوث ودراسات رقم 38، جامعة محمد الخامس، الرباط، ط: 1، 2003.
-      المنبر الجماعي، العدد 1، فبراير 2005.
-      الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014، المندوبية السامية للتخطيط، مديرية الإحصاء والسكنى، 2014.
-      تقرير حول الحالة البيئة لجهة الرباط- سلا- زمور- زعير، وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة،  دجنبر 2011.
-      زيارة ميدانية استكشافية لبعض المعالم السياحية في آيت سيبرن، من تنظيم: محمد عݣور وفؤاد بلحسن، أبريل 2016.
-      ورقة تعريفية حول ضاية رومي، جمعية صداقة بلا حدود - الخميسات.
-        Les incidents de khémisset, LA VIGIE MAROCAINES, 23 octobre, 1937.


[1] - المحكمة العُــرْفية، دور سكنى ضباط الشؤون الأهلية (دور القياد لاحقا)، دار فرنسا (حُـولت بعد الاستقلال إلى دار الدائرة ثم إلى دار العمالة)، السجن المدني،...
[2] - أي الثكنة. وما يزال سكان بعض القرى المجاورة للمدينة يطلقون عليها نفس هذا الاسم «القشله».
[3] - اعـتُمد في كتابة الشق المتعلق بتاريخ المدينة، بدرجة أساسية، على مذكرات الوطني الكبير سي أحمد بوبية، «قبائل زمور والحركة الوطنية»، منشورات كلية الآداب والعلوم الانسانية، سلسلة بحوث ودراسات رقم 38، جامعة محمد الخامس، الرباط، ط: 1، 2003، ص: 561 و273-594.
[4] - كانوا يوضعون في مطامير (آبار كبيرة تسع الكثير من المساجين) وفي ظروف نظافة مهينة وقلة رعاية كبيرة. وفي وصف ذلك، قال الشاعر الأمازيغي:
إِناسْ إيميمُونَة: الْكُومِيرْ ذْݣـَارْ لْمْعِيشْتْ *** لاَ لِّيخْ ݣـَـتْسَـرَافْـثْ أمْ إِيمَنِّي ݣالَـتْحَيَالَنْ
ومعناه:
        خبِّروا ميمونة بأني لا آكـل إلا نـفايات الكُومِير *** وأوجَد داخل المطمورة كالقمح الحائِل الذي نتـَـن ريحُه
[5] - صارت، ابتداء من سنة 1930، تسمى بالمدرسة الفلاحية البربرية.
[6] - مدينة الخميسات: معطيات وأرقام، المنبر الجماعي، العدد 1، فبراير 2005،  م. س. ص: 6.
[7] - حيث يضم الإقليم 542221 نسمة [ 542025 مغربي (حضري + قروي) و 196 أجنبي]. وفي الوسط الحضري:  280926 مغربي و 153 أجنبي. بينما يضم الوسط القروي 261099 مغربيا و 43 أجنبيا. ن. م.
[8] - مذكرات سي أحمد بوبية، م. س.
[9] - المندوبية السامية للتخطيط، مديرية الإحصاء والسكنى، الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014.
[10] - مدينة الخميسات: معطيات وأرقام، م. س. ص:6.
[11] - مذكرات سي احمد بوبية، م. س. ص ص: 564-565.
[12] - Les incidents de khémisset, LA VIGIE MAROCAINES, 23 octobre, 1937.
[13] - ومن على هذه المنصة، ألقت شخصيات عامة أخرى خطبا في مناسبات أخرى، انتخابية أو غيرها، ومنهم: الشهيد المهدي بن بركة، الزعيم عبد الخالق الطريس، والسياسي المحجوبي أحرضان،...
[14] - أهم المرافق المتمركزة في مدينة الخميسات، المنبر الجماعي، العدد 1، فبراير 2005، ص: 13.
[15] - حوالي 15 مسجدا كبيرا وعشرات المساجد المتوسطة والصغيرة وبعض الزوايا.
[16] - أزيد من 33 مدرسة عمومية و خصوصية في جميع المستويات.
[17] - أزيد من 78 مؤسسة [مستشفى إقليمي، 5 مراكز صحية، 1 مصلحة الوقاية المدنية، 4 مصحات خصوصية، 3 مختبرات للتحليلات الطبية، 1 مكتب بلدي لحفظ الصحة، 5 مركز للهلال الأحمر، 5 عيادات طبية مختصة، 23 عيادة للطب العام. المنبر الجماعي 2005، م. س. ص. 13.
[18] - أزيد من 60 صيدلية.
[19] - بلغ عدد المنخرطين في سنة 2005: الماء الشروب: 24000، الكهرباء 23000، شبكة الصرف الصحي: 24000. أهم المرافق المتمركزة في مدينة الخميسات، المنبر الجماعي، م. س. ص: 13.
[20] - بنيت هذه الدار في الثمانينيات؛ وذلك لإنعاش إنتاج الزربية الزمورية والصناعة التقليدية عموما (قِطع العرعار للزينة، أواني خشبية، سجاد، وغيرها). يُقام فيها سوق أسبوعي لبيع الزرابي صبيحة كل يوم اثنين.
[21] - تقرير حول الحالة البيئة لجهة الرباط- سلا- زمور- زعير، وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، دجنبر 2011، ص: 97.
[22] - للأسف، كان هناك مسجد صغير، خلال العشرينات والثلاثينيات، قَـدَّم خدمات جليلة للمدينة، بيد أنه لم يـعُـد له أثر. وهو الذي بناه الشريف الرحالي مولاي المكي. وكانت تؤدى فيه الصلوات الخمس بالإضافة إلى خدمة تعليم الأطفال (كُـتاب قرآني) وتقديم دروس الوعظ والإرشاد. تردد عليه الوطنيون في الثلاثينيات.
[23] - مذكرات سي أحمد بوبية، قبائل زمور والحركة الوطنية ، م. س. ص: 109 و 114-115.
[24] - ورقة تعريفية حول ضاية رومي، جمعية صداقة بلا حدود، الخميسات. وتوجد ضاية أخرى جوار هذه الضاية لكن على مساحة أقل من مساحة ضاية رومي، تسمى ألݣلاݣ ALAGLAG.

[25] - تقرير حول الحالة البيئة لجهة الرباط- سلا- زمور- زعير، ص: 149.

تعليقات