فؤاد بلحسن - ردا على توضيح المجلس الجماعي المتعلق بعملية تشذيب الأشجار وقضايا بيئية أخرى

 


 

بتاريخ الاثنين 23 يناير 2023، نشرت صفحة المجلس البلدي التفاعلية، "جماعة الخميسات-Commune de khemisset "، توضيحا بشأن عملية تشذيب الأشجار الجارية على قدم وساق. حاولت من خلاله الرد على الانتقادات التي همت هذه العملية، من حيث توقيتها وطريقة أجرأتها وغاياتها الحقيقية؛ فقد انبرى مجموعة من المغردين والنشطاء المدنيين إلى الدفاع عن كيانية الأشجار ورفض الطريقة التي تم بها تشذيبها، واعتبر بعضهم أن الأمر لا يعدو كونه تلبية لطمع أشخاص بعينهم في مردود الخشب. وجاء توضيح المجلس ليُؤكد على الشرعية القانونية والتقنية للعملية وإطارها المتوافَق عليه مع الجهات المعنية ونزاهة غاياتها. وبعد قراءة هذا التوضيح مليا، يبدو من المهم أن نخوض نقاشا معه في هذا الشأن، ونمارس الاختلاف معه بناء على حجج مخالفة ونقيضة في عديد من القضايا.

* ثمة شكوك مستمرة قبل صدور التوضيح وبعده (وسأقول لماذا، بعد قليل، للرئيس نفسه). وإذا وقفنا عند التوضيح المذكور حصريا، أمكننا القول أن التجربة علمتنا أن وراء الحرص على صياغة التوضيحات الرسمية بالطريقة التي صدر بها التوضيح المذكور، لا يرفع اللبس نهائيا، بل قد يزيد المعنيين إصرارا على متابعة ما يجري أكثر. لأن محاولة تغليف ما يجري بلَبوس قانوني وغايات نبيلة، لا يُخرج عملية التشذيب عن نقاش الملاءمة حتى وإن حُسِم النقاش في الشرعية. فـ«ما هو قانوني ليس بالضرورة أمر ملائم«، على حد تعبير أولف كريسترسون على صفحة رئاسة الوزراء السويدية قبل أسبوع. بمعنى: حتى بالاستناد على الشرعية القانونية، قد يكون ما يقوم به المجلس لا يحقق الغايات التي يسعى إليها، أو لا يحقق إلا جزئيا هذه الغايات، أو أنه يحقق أضرارا موازية، بل ربما تكون الأضرار غير المرئية أكبر من الغايات النبيلة المعلنة. وأكثر، قد يكون العمل القانوني مطية لغايات مضمرة غير نبيلة.

والسؤال الأساس هو: هل المبررات التي عَرضها التوضيح كافية؟ وهل الطريقة التي تجري بها العملية صحيحة؟ لماذا يجب أن نحرص جميعا، كساكنة ونشطاء، على الدفاع الأشجار في المدينة؟ ولماذا يشكك البعض في الغايات المعلنة؟

* قبل محاولة الإجابة على هذه الأسئلة أو جزء منها على الأقل، دعونا نذكر المجلس الجماعي ورئيسه بالدور الوظيفي للأشجار التي هو بصدد إخضاعها لعملية قيصرية، أقل ما يمكن القول عنها أنها عنيفة ومستفزة وغير منطقية ولا تنسجم مع ذوق العصر ورهاناته البيئية.

للأشجار وظيفة بيئية حاسمة ضمن نسق أيكولوجي متكامل [سأتحدث عن الغابة لاحقا]. ووجودها داخل المدينة، وبكثافة، يلبي أغراض متعددة ومتداخلة في نفس الوقت. أذكر منها:

* تشكل الأشجار في شارع الحسن الثاني مَوئلا رئيساً لطيور الزرزور. وأُلفِت نظر المجلس الجماعي إلى أن وجود هذا الطائر وَسْط المدينة يُعد كنزا طبيعيا وثقافيا محليا؛ حيث أن وجوده وأصواته وطقوسه الاستعراضية المسائية اندمجت في نسيجنا الحضري وأصبحت، لذلك، تشكل جزءا لا يتجزأ منه، وبالتالي وجَب المحافظة عليها. وأُذَكر المجلس أن هذا الكائن جرى تدمير مَوئِله الأول في هذا الشارع المذكور، خاصة في المنطقة المحاذية لساحة المسيرة؛ بعد أن جرى قطع مجموعة من الأشجار هنالك بلا مبرر موضوعي أو ذوق حَضري. يقطعون الأشجار، يُدمرون الأنساق السوسيو-بيئية، يبيعون الخشب بضمير مرتاح، وكأن شيئا لم يحدث!!!. في السابق، كان للحمام بيوت خاصة في ساحة الحسن الأول فتم تدميرها. وجرى تقطيع أشجار كان يعيش فيها الزرزور لسنين طويلة. والآن يتم تدمير موائل جديدة لهذا الطائر. وعلى ما يبدو هذا لا يهم من أعطى أوامر القطع ما دامت الصفقة قانونية!!!

*جغرافيا، توجد مدينة الخميسات، في منطقة شبه جافة حيث يصل متوسط حرارتها العليا في الصيف إلى 36 درجة وفي حالات الذروة تصل إلى درجة 45. وبالنظر من بعدها من السواحل الأطلسية، فهي لا تستفيد من الرطوبة التي يوفرها ولا التيارات الهوائية ذات العلاقة. وفي مناخ كهذا، تحتاج المدينة بشدة إلى مصادر أخرى لترطيب الجو وخفض درجة حرارته. وهنا تتدخل الأشجار لتؤدي أحد وظائفها الجوهرية بالنسبة لساكنة تتلوى وسط الحرارة الموسمية المفرطة. والمجلس يقطع الأشجار وما يزال!

*وتؤدي الأشجار دورا استشفائيا، وقائيا وعلاجيا. وهذا ما بدأت تتقاطع في بحثه واستثمار نتائجه مجموعة من التخصصات العلمية، بعضها مرتبط بقضايا المدينة والناس (كالطب النفسي، الطب العضوي، علوم الأعصاب والعقل، الهندسة والمعمار البيئيين، تخطيط المدن،...). ولنتحدث هنا عن نَزْر من النتائج الهامة في هذا الصدد: لقد توصلت مجموعة من البحوث التي يقودها علماء رُواد ومرموقين عبر العالم [تشينغ لي (قسم الصحة والسلامة العامة – كلية نيبون للطب)، أندرياس ماير ليندبيرغ (مدير المعهد المركزي للصحة العقلية-السويد)، يوشيفوني مي يازاكي (مركز البيئة والصحة والعلوم الميدانية، جامعة شيبا – طوكيو) وعلماء آخرون حول العالم] أن الأشجار تُنتج مواد عطرية وتنثرها في الجو؛ حيث تقوم هذه المواد بتحفيز جهازنا المناعي الطبيعي، بل إنها تُحفِّز الخلايا الطبيعية القاتلة للخلايا السرطانية في أجسامنا (الخلايا البيضاء). كما أن رؤية الأشجار تُخفض ضغط الدم بشكل سريع. وتم تجريب أثرها في تحسين علاج المرضى وتقليل تناولهم للدواء داخل المستشفيات فاكتُشِف أن تأثيرها كان إيجابيا. [سنعود للوظائف الصحية للغابة ككل بعد حين].

وللأشجار أيضا دور محوري في مَشهَدِية أو مَنْظرِية المدن، ومدينة الخميسات بخاصة. ففي الشارعين المذكورين تُمثل الأشجار المكون الأساس في مشهدهما. ولنا أن نتساءل: في الوقت الذي ينوي المجلس إجراء تشذيب جذري (جائر [اسم على مسمى])، ما الذي سُيُبقيه المجلس لمشهدية الشارعَين؟ هل من جواب أم توقف حمار الشيخ في العقبة!؟

كل هذا تركه المجلس البلدي جانبا، وشرع في استْعراض عضلاته القانونية والتقنية في تصريح يُدين نفسه بنفسِه، عوض أن يستجيب للمخاوف والقلق والشعور بالظلم التي عبرت عنها فئات واسعة من الناس، وبعضهم من خلال التعليق على صفحة الجماعة ذاتها.

* يُظهر التوضيح محاولات لخلط الأوراق وتشويه حقيقة الوضع. جاء في حيثيات التوضيح الرسمي وغاياته أن العملية ستروم، بالنسبة للأشجار التي ستخضع للتشذيب، «ـــالمحافظة على نموها المنتظم من جهة وحماية المارة والسائقين من كثافتها التي قد تعرقل سيرهم وتحجب رؤية إشارات المرور ومصابيح الإنارة، بالإضافة إلى تلقي مصلحة الفضاءات الخضراء العديد من الشكايات والطلبات من طرف بعض المواطنات والمواطنين والمؤسسات بضرورة شذبها وتقليمها أو إزالتها».

وبالارتكاز على نص التوضيح نفسه، فإن العملية تطرح أسباب من المفروض أن تؤدي إلى فرضيات معينة. بيد أن العملية على الأرض لا تحترم كما يجب لا هذه ولا تلك:

-بحسب التوضيح، يُفترض في العملية أن تكون انتقائية تستهدف مصادر الأضرار والمخاطر على الساكنة والمؤسسات والسير والجولان. بينما التوضيح لا يؤكد على انتقائية العملية، كما أن العملية على الأرض لا يبدو أن تجري بانتقائية حَذرة وقد تسير في خط "حْبْ وْ تْبْنْ"؛ فما لاحظته في شارع خالد بن الوليد أن القطع يتم بطريقة جذريةً، شجرةً شجرة. وفي الواقع، هذا التوضيح يُدين المجلس نفسه، ما دامت العملية تقوم على غير ما قُرِّر. فمعظم الأشجار في الشارعين حيث تجري العملية توجد على مسافة بعيدة بأمتار  عدة عن البنايات والسكان والمؤسسات ولا تضر بالسير والجولان. مع ذلك، يستمر "التشذيب الجائر" بتلك الطريقة الرهيبة والمستفزة.

كما نسجل هنا، أن بعض الأشجار التي جرى تشذيبها بطريقة جائرة لا تلبي أي غاية من الغايات المعبر عنها في التوضيح. فلا هي تعاني من مشكل النمو الطبيعي أو في حالة غير صحية (أشير هنا أن الأشجار المزروعة بشارع الحسن الثاني ربما لا يتجاوز عمرها العشرين عاما وهي في صحة جد جيدة)، ولا هي تعرقل سير المارة والسائقين والمواطنين ولا هي تضر بالمؤسسات. وقد نقبل أن يجري تشذيبها نسبيا، لكن أن يجري تعريتها بتلك الطريقة الجذرية والمتطرفة فهذا ما لا يقبله عاقل.

- يُفترض في عملية التشذيب والتقليم أن تقوم بتحفيز  الأشجار على تشبيب ذاتها واستشفاء ذاتها بذاتها. لكن الملاحظ أن مجموعة من عمليات القطع المماثلة التي جرت في فترات سابقة من طرف مصالح البستنة الجماعية أودت بعرقلة نمو بعض الأشجار، بل وإلى وفات بعضها نهائيا. وأذكر هنا، بعض الأشجار في الجهة الشرقية من شارع الحسن الثاني، وبعضها في الجهة الغربية من شارع خالد بن الوليد. فعمليا، تم تدميرها نهائيا بسبب الإفراط في التشذيب.

- يُفترض أيضا في عمليات التقليم والتشذيب والقطع أن تخضع لمعايير موضوعية، يتداخل فيها الجمالي بالفني بالصحي وبتدبير المخاطر. هل هذا حصل؟ لا. بعض الأشجار لا ضرر فيها، تم قطعها بشكل شبه جذري، بعض الأشجار تم حرمان الساكنة من وظيفتها الجمالية-المشهدية بلا موجب، بعضها لا يشكل أي خطر يُذكر مع ذلك خضعت للعملية الجائوة وبعضها لم يراع الجانب الفني في تشذيبها (وقد ينتهي الأمر بوفاتها أو عرقلة نموها)، بلا شك، ثمة جانب مهم من العشوائية في هذه الصفقة غير الملائمة.

* هناك سؤال وجيه، يحق لنا أن نطرحه على المجلس الجماعي ورئيسه: أليس من حقنا أن نُشكك في سعيكم إلى الحفاظ على سلامة الشجر بينما أنتم، أنفسكم، لا تلتفتون إلى المخاطر الجمة والحقيقية والقائمة فعلا التي تتـهَدَّد وجود الغابة الحضرية للمدينة من أساسها؟. لطالما جرت الإشارة والتنبيه من قبل الساكنة والنخب والنشطاء المدنيين إلى مجموع هذه المخاطر، دون أن يُحرك المجلس ورئيسه ساكنا: قطع جائر، شيخوخة، غياب العمليات الغرس، ضعف مرافقة عمل النشطاء البيئيين في الميدان بعمل بلدي مساعد على صعيدي الحراسة والسقي والحماية للفسائل المغروسة [أدعوكم أن تتذكروا، أنه، تحت إشراف محمد أوكَنة ونجية بلمقدم، جرى غرس حوالي 200 فسيلة في غابة المرابو لكنها يَبُست كاملة أو تم قلعها، ولم يُحرك المجلس ساكنا من أجل دعم وإنجاح العملية. بل يَذكر بعض النشطاء أن رئيس المجلس أعطى وعودا بشأن استصلاح الغابة ولم يحقق منها شيئا]. إن طريقة تعاطي المجلس الحالي ورئيسه مع ملف الغابة الحضرية الوحيدة يكشف بما لا يدع مجالا للشك في عدم جديتهم في التعاطي مع الشأن البيئي رغم مظاهر التحرك التي نلاحظها هنا أو هناك. وما داموا لم يقدموا أجوبة حقيقية وعلى الرض حول سؤالين رئيسيين: ماذا قدمتم للغابة الحضرية الوحيدة المهددة بالزوال؟ هل بلغتم عتبة غرس ألف شجرة جديدة أو أكثر على امتداد شوارع وساحات المدينة؟ كم من حملة وتكوين ومواكبة وإشراك للمجتمع المدني في المحافظة على البيئة والساحات الخضراء جرى تنظيمه وإنجازه؟ متى يجري تخطيط وتنزيل مشروع إعادة استثمار مياه الأمطار، بدل الماء الشروب، في عمليات السقي والبستنة؟ ما لم يقدموا أجوبة على هذه الأسئلة ستبقى إنجازاتهم مجرد "بريكولاج" لا أكثر. لأنه في المحافظة على البيئة، هذا هو التحدي الحقيقي لمن يدعي خدمة البيئة. ولن أبالغ إذا قلت أن معظم التدخلات التي يقوم بها رئيس المجلس والمجلس الجماعي حتى الآن يمكن لجمعية صغيرة من 20 متطوعا أن تُنجزه بميزانية أقل وبكفاءة أعلى وبأضرار أقل. فليخجلوا من أنفسهم!

وليفهم من يرغب أن يفهم من أعضاء المجلس المسير لماذا يُصر نشطاء وأصدقاء البيئة اليوم على ضرورة الحفاظ على الغابة الحضرية وتحسين جودة تخليفها وبرمجة عمليات غِراسة بها وتفعيل حراستها وضمان استدامتها، سنُذكره ببعض نتائج البحوث المتعلقة بوظيفة وأهمية الغابات والمناطق الخضراء في المناطق الحضرية وفي محيطها.

فبالإضافة إلى البحوث الكلاسيكية حول دور الغابات في تحسين جودة الهواء وضمان التوازن البيئي العام والتساقطات المطرية ومحاربة التصحر وتخفيض درجات الحرارة وما إلى ذلك، تُشير بحوث رائدة وجديدة إلى أن قضاء الوقت في الطبيعة ومشاهدتها بالنسبة للأفراد والسكان عموما (كالمشي في الغابات والتنزه في الحدائق العامة والمناطق الخضراء) يخفف التوتر  ويخفض نبضات القلب ويعيد الهدوء والحيوية للإنسان. فعكس ما تقوم به المدن الكبرى (وحتى الصغرى والمتوسطة) بضجيجها وملوثاتها وضغوطها، تُخفِّض الغابات النشاط الدماغي وتُخفض من معدل هرمون الكورتيزول المسؤول على الإجهاد وتُحقق الاسترخاء والتخفيف من حالات الاكتئاب. وكذلك تُجَدِّد القدرات الإدراكية للفرد فتحميه من تآكل صحته العقلية. فإذن، هذه التأثيرات تتجاوز ما هو عضوي إلى ما هو نفسي، وتتجاوز ما هو بيئي إلى ما له علاقة بجودة الحياة الفردية والعامة. ولهذا أصبحنا اليوم نسمع باصطلاح «حمام الغابات». وقد تحقق مجموعة من العلماء في أكثر من دولة ذات مناخات متباينة من هذه النتائج. وقد دفَعَت هذه النتائج الحاسمة بمجموعة من المتخصصين المرموقين إلى تقديم توصيات واضحة. فبشأن بعض البحوث التي أشرفَ عليها، يقول ليندبرغ بوضوح: «لاحظنا رابطا متينا بين المساحة الخضراء التي نتعرض لها ومدى شعورنا بالرضا وتأثير ذلك على أدمغتنا. بهدف الوقاية (الصحية)، فالمساحات الخضراء في المدن تُصبح مكونا مهما في جعل المدن صحية». ويوصي: «إذا كنتم من سكان المدن ورغبتم في الحفاظ على صحتكم العقلية، فعليكم بالمساحات الخضراء».

وبالنظر لاقتناع عديد من الدول والمدن، عبر العالم، بهذه الوظائف المكتشفة حديثا للغابات والمناطق الخضراء، عمِلت، كل بطريقتها، على تهيئة الغابات القديمة أو استحداث مناطق خضراء حقيقية (وليس اسمنتية) في الوسط الحضري بطريقة مبتكرة حتى تنعم الساكنة بهذه المزايا.

هل لمجلسنا البلدي ورئيسه ما يكفي من الوقت والاهتمام ليهتموا بالصحة العقلية والنفسية والعضوية للساكنة؟ هل يملكون ما يكفي من الهمة لتحقيق بعض من العدالة الطبيعية في الأحياء والمدينة؟ وهل يملكون ما يكفي من الإرادة والعقل الاستراتيجي بما يؤهله لتخطيط عقلاني للمناظر الطبيعية بالمدينة؟ بل هل يملكون حتى إرادة المحافظة على ما هو موجود وتنميته، كالغابة الحضرية الوحيدة، وحديقة 3 مارس وشجر الأرصفة مثلا؟. أشك في ذلك.

* نعم من حق الساكنة أو بعضهم على الأقل ألا يثقوا في أداء المجلس وأداء رئيسه بالأولوية. ولنا أن نعيد التاريخ بعض الشيء إلى الوراء لنتوقع الآتي. إن الطريقة التي حققوا بها الفوز في الانتخابات الأخيرة والطريقة التي شكلوا بها المكتب المسير وطبيعة المكتب المسير ذاته، لا توحي بالاطمئنان إلى نزاهة النوايا التي تقف وراء الأفعال ولا إلى خيرية النتائج النهائية التي تطمح إليها تلك الزمرة.

وإذا كان الرئيس يتساءل: لماذا لا يثقون بي وبالمجلس؟. أقول له: لأنك ما أنت، ولأنه ما هو. والإنسان على نفسه بصيرة.

قد ينسى فلان، وقد ينسى علان. قد أنسى أنا، وقد تنسى أنت. أما التاريخ والناس، فلا!

28، 1، 2023

 


 

 

تعليقات